رسالة البخيتي الى زعيم انصار الله عبد الملك الحوثي
17 يونيو، 2016
1٬300 40 دقائق
يمنات
علي البخيتي
الأخ العزيز السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي قائد حركة أنصار الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وشهر مبارك عليكم وبعد:
أبعث لكم بهذه الرسالة من دولة الكويت بتاريخ 12 يونيو 2016م الموافق 7 رمضان 1437هـ حيث وصلتها قبل حوالي أسبوعين، ومن خلال لقاءاتي بمختلف الأطراف، المتحاورون اليمنيون، إضافة الى سفراء ودبلوماسيين أجانب وعرب وخليجيين، وبالجانب السعودي تحديداً، وحرصاً مني على بقاء حركتكم كفاعل سياسي في اليمن مع كل خلافي معكم انقل لكم تقديري للموقف في الكويت، والذي قد لا يتفق مع ما ينقله وفدكم المحاور هنا، على أمل أن تستفيدوا منه:
– هناك رغبة ومصلحة سعودية حقيقية في الوصول الى تسوية تؤدي الى سلام في اليمن، على أمل أن تتحقق أهدافهم المعلنة بعملية سياسية سلمية، الأهداف السعودية لا تتعارض مع ما تعلنوه أنتم عن رغبتكم في تسليم السلاح والمناطق لسلطة تشاركية، وتحقيق ذلك بالحوار لا باستمرار الحرب في صالح المملكة أيضاً، لعدة اعتبارات دولية وإقليمية وداخلية سعودية لا مجال لشرحها هنا، على الأقل هذه رغبة جناح داخل السلطة في المملكة، وعليكم تعزيز هذا الجناح بكل الوسائل الممكنة، وأن لا تخلطوا بين ما تلاحظوه من اِعداد السعودية للحرب حتى هذه اللحظة من ناحية، ومواقفهم المعلنة الراغبة في السلام من ناحية أخرى، ولا تعتبروا ذلك تناقض أو تحاذق، فهم يعملون على خطين متوازيين، خط السلام، وخط العمل العسكري، وأنتم من يقرر ويختار أي الخطين أفضل للتعامل معكم.
– هناك دعم دولي واقليمي منقطع النظير للتسوية السياسية في اليمن، واجماع على مرجعياتها، وهذا لا يتوفر في الكثير من الأزمات المشتعلة في المنطقة، ويجب توظيف هذا الاجماع والاهتمام الدولي قبل فوات الأوان، لأنه قد يتحول الى اهمال، كما تم اهمال الملف الصومالي وبقية الملفات المشتعلة في العالم والمنطقة، وهذا قد يؤدي الى تصنيف اليمن كدولة فاشلة ميؤوس من اصلاحها.
– هناك حفاوة واستقبال حار للمتحاورين اليمنيين من دولة وشعب الكويت، ويحظون برعاية شخصية من الأمير، ويسكنون في قصر بيان، وهذا هو قصر الحكم في الكويت الذي يداوم فيه الأمير شخصياُ، (مثله مثل دار الرئاسة في صنعاء)، ويعد ذلك تكريم استثنائي جداً جداً، كما أن سفراء أهم دول العالم يقفون خلف المفاوضات، بعد أن تركوا أسرهم وأطفالهم، وسافروا الى الكويت مع صعوبة مناخها ليقدموا الدعم للمتحاورين، ويسعون الى تقريب وجهات نظرهم.
– هناك تصريحات إيجابية جداً أطلقت باتجاهكم كحركة، من السعودية ومن الأمريكيين ودول أخرى، كلها تصب في خانة تصنيفكم كجماعة سياسية لا كحركة إرهابية مسلحة.
– هناك انفتاح اعلامي وسياسي على حركتكم وعلى وفدكم المحاور، حول أعضائه الى نجوم في الكويت وفي وسائل الاعلام العربية وبعض الوسائل الأجنبية المهتمة بالملف اليمني.
– هناك عدم إدراك من وفدكم المحاور ومن الحركة في الداخل للمغزى من كل هذا الدعم والاهتمام الدولي بالحوار اليمني اليمني، والاستقبال الحار لوفدكم، والاحتفاء به، والانفتاح السياسي والإعلامي عليه، واستقباله أكثر من مرة من أمير الكويت شخصياً، والسعي من قبل السعوديين والأمريكيين لتقديم حركتكم على اعتبارها جماعة سياسية لا إرهابية، وبالتالي يمكن الحوار معها، فكل ذلك مغريات من أجل أن تصلكم رسالة سياسية مفادها: (تحولوا الى جماعة سياسية واتركوا السلاح).
– لكن، وبالمقابل هناك تقييم خاطئ من وفدكم ومن الحركة لكل ما سبق، فالوفد المحاور –بحسب ما أتوقع- يرفع لكم تقارير عن كل ذلك ويعزوها الى أن موقفكم قوي على الأرض، وان ذلك اعتراف من العالم ودول الإقليم بالواقع الذي فرضتموه بعد عجزهم عن تغييره، وهذا تقدير خاطئ جداً للموقف، صحيح أن ما فرضتموه على الواقع جعل العالم ودول الإقليم تتقبلكم كطرف رئيس في الحوار، وكشركاء أساسيين في أي سلطة قادمة، لكن لن يسمح أحد بأن يستمر هذا الواقع الانقلابي، فمصالح دول المنطقة وأهم دول العالم تتعارض تماماً مع سلطتكم الأحادية، المصنفة اقليمياً مع (محور الممانعة) جنباً الى جنب مع إيران، وعرض السلام الممنوح لكم الآن لن يشرعن بأي حال من الأحوال –وعليكم ادراك ذلك جيداً- لسلطة الأمر الواقع التي فرضتموها في صنعاء وبعض محافظات شمال اليمن، لكنه سيؤسس لتكونوا شركاء في السلطة، فاغتنموا الفرصة، فما هو معروض عليكم اليوم لن يُعرض عليكم في الأيام القادمة، وبالأخص عند تغير موازين القوى على الأرض، اذا ما عاد التحالف العربي للتدخل مجدداً وبقوة في حال فشل حوار الكويت لا سمح الله، وعليكم تذكر العرض الذي نقلته لكم بعد زيارتي الأولى للرياض في شهر رمضان من العام الماضي، حيث كنتم مسيطرين وقتها على عدن واغلب محافظات الجنوب، وقلت لكم حينها إن المعروض عليكم الآن سيتغير اذا ما تغيرت المعادلة على الأرض، وبالفعل تمكن التحالف والقوى اليمنية الموالية له من اخراجكم من كل المحافظات الجنوبية تقريباً إضافة الى بعض المحافظات الشمالية، وأتمنى أن لا تكرروا الخطأ في التقديرات مجدداً، وتذكروا أنه عُرض عليكم قبل العاصفة الحوار في الرياض وبرعية الملك السعودي شخصياً ومجلس التعاون، ونصحناكم وبقوة للذهاب، وحذرناكم من أن بعد هذه الدعوة حرب، رفضتم كل ذلك وفي الأخير ذهبتم للحوار في مدينة ظهران الجنوب السعودية، خلسة، وبرعاية ضابط سعودي، وهكذا تلاحظون أن تعنتكم يفوت عليكم أهم الفرص، فأتمنى أن تتعظوا هذه المرة وتستمعوا الى نصائحنا، مع كل ما تحمله من نقد لكم، لكنه نقد المحب والحريص عليكم كيمنيين.
– هناك كذلك تقدير خاطئ جداً للموقف لدى وفدكم، بحسب ما وصلني من معلومات، حيث أنهم يعتقدون أنهم تمكنوا من احتواء موقف السعودية وأمريكا والدول المهمة بعد الانفتاح الذي حدث، ويعتقدون أنهم ضحكوا على الجميع، وأنهم في وارد التحالف مع تلك الدول على اعتبارهم الطرف الأقوى في اليمن والذي يمكنه حماية مصالحهم، ما يعني التسليم بكم كسلطة أمر واقع، وستترك تلك الدول الحرية لكم في التعامل مع الأطراف المحلية، ونتيجة لهذا التقدير الخاطئ يعتقد وفدكم هنا أنه يمكن التوصل الى تسوية سياسية فيها شراكة صورية للأطراف اليمنية، وانسحابات وهمية وتسليم غير حقيقي للسلطة والسلاح، لذلك يمارس المراوغة والمماطلة والمراهنة على الوقت مستغلاً أخطاء وعجز وفساد السلطة المعترف بشرعيتها، ضناً منهم أن العالم سيتخلى عنها قريباً، وهذا غير صحيح تماماً وخطأ فادح في تقدير الموقف.
– التحالف ودول مجلس الأمن وبعض دول الاتحاد الأوربي ممثلين بسفرائهم لا يرغبون في بقاء سلطة هادي ولا حكومته مطلقاً، لكنهم لن يتخلوا عن شرعيته الا أذا تأكد لهم جديتكم في تسليم السلاح ومشاركة بقية التيارات في السلطة والانخراط في العملية السياسية، فامنحوهم فرصة، واشرعوا في تنفيذ ما يطلب منكم وبجدية في صنعاء وتعز والحديدة كمرحلة أولى لتتحول ضغوطهم على الطرف الآخر ليوافق على ترك السلطة لصالح سلطة توافقية على كل المستويات، بما في ذلك الحكومة والرئاسة، وعليكم ادارك أن هادي وسلطته بالنسبة لهم شر لا بد منه، فساعدوهم على التخلص من هذا الشر، فأنتم من يُبقى هادي وشرعيته كل هذا الوقت.
– هناك ملل بدأ يدب في الأوساط الإقليمية والدولية الداعمة للحوار، فالسفراء والدبلوماسيين الأجانب والعرب منزعجين من بطئ سير المفاوضات وعدم احرازها تقدم، الكويتيون كذلك وبحسب ما وصل لي منزعجين من طول فترة الحوار، وبالأخص أنهم يتعاملون مع الوفود بمستوى عالي جداً، واستمرار ذلك مرهق لهم ولأجهزتهم الأمنية، بسبب المواكب وتحركات الوفود التي تنقلهم فيها سيارات الديوان الأميري وترافقهم سيارات الشرطة والمرور، وهكذا ضيافة من الصعب أن تستمر لأكثر من أسبوع واحد، وما يحصل استثناء، فأتمنى ادراك الوضع وتقديره تماماً، كما أن السفراء والدبلوماسيين الأجانب ملوا ويريدون العودة الى اسرهم والاستقرار اما في صنعاء أو العودة الى بلدانهم، وقد غادر السفير الروسي ويمكن ان يغادر السفير الصيني قريباً، وقد يلحق به سفراء أخرين.
– هناك اجماع لدى السفراء والدبلوماسيين الأجانب على أن وفدكم يتحمل أغلب المسؤولية ان لم يكن كلها في عرقلة حوار الكويت، فالعالم والسفراء العرب والأجانب لا ينظرون الى ما يقوله أعضاء وفدكم هنا من معسول الكلام حول السلام والشراكة، لكن ينظرون الى مدى تجاوبكم عملياً مع ما يطرح في حوار الكويت من مبادرات، وينظرون الى افعالكم في الميدان وخطابكم الى قواعدكم ولديهم تقارير مفصلة عن كل انتهاكاتكم.
– هناك ضوء أخضر محتمل قد يُمنح للسعودية والتحالف العربي بإكمال العمليات العسكرية لتطبيق قرار مجلس الأمن، في حال فشل مؤتمر الحوار في الكويت، والذي لن يُسمح له أن يستمر أكثر، والفترة الممنوحة له هي الى نهاية رمضان، ما لم يُحرَز تقدم ملموس ومشجع يدفعهم للتمديد له لفترة وجيزة جداً بعد رمضان لاستكمال الحوار، واذا ما فشل حوار الكويت ستتحول الضغوط الغربية الهادفة لوقف عاصفة الحزم تماماً الى ضوء أخضر للعودة للخيار العسكري، وسيمارسون ضغوط لكن من نوع آخر، هذه المرة لتجنيب المدن والمدنيين ويلات الحرب قدر المستطاع، وعدم اقتحام صنعاء، والاكتفاء بحصارها، لكن لن يعترض أحد على سحق جناحكم الأمني والعسكري واسقاط سلطتكم بالقوة، وان حصل هذا فلن تحصلوا حتى على 1 % من المعروض عليكم، بل قد تتحولون الى حركة ملاحقة ويصدر قانون بحلها وتحريم الانتساب لها بعد كل الفظاعات التي اقترفتها الحركة، والتي يرقى بعضها الى درجة من درجات الإرهاب، وعلى وجه الخصوص تفجير منازل الخصوم ومعاهدهم بالديناميت ونهب بيوتهم ومقراتهم الحزبية واغلاق ومصادرة وسائل اعلامهم وكل ممتلكاتهم وتعذيب واخفاء الصحفيين والكتاب والسياسيين وكل أصحاب الرأي.
– ينظر السفراء والدبلوماسيين الأجانب هنا الى أن التسوية المعروضة عليكم ايجابية ومنصفة، والتي تتمثل في انسحابكم من مدينة صنعاء وتعز والحديدة كمرحلة أولى، وتسليم تلك المدن للجان عسكرية من ضباط وطنيين محايدين وأكفاء يكون لكم حق ابداء الرأي فيهم، وبعد ان تؤكد تلك اللجان والأمم المتحدة أنكم أوفيتم بالتزاماتكم وسلمتم الملف الأمني والعسكري في تلك المدن يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية تباشر عملها من صنعاء، وتعود الأحزاب وقياداتها التي في الخارج إضافة الى السفراء للعمل من داخل صنعاء، ويفتح بعدها حوار سياسي لمناقشة النقاط مثار البحث والخلاف.
– ان إصرار وفدكم على ربط الموافقة على الانسحاب من تلك المدن بتشكيل حكومة وحدة وطنية والاتفاق على سلطة بديلة تحت مسمى المشاركة في السلطة غير منطقية، لأنه لا أحد يثق في أنكم ستنسحبون من المدن وتسلمون السلاح وتقبلون بشراكة حقيقية، بما فيهم نحن الذين كنا متحالفين مع حركتكم سياسياً، لم نعد نثق في وعودكم والتزاماتكم، فمصداقيتكم قد انهارت تماماً بعد 21 سبتمبر 2014م، وقد لا يحدثكم أحد بنفس الصراحة، لكن هذا ما يقوله ويعتقده الجميع هنا في الكويت، ولأنهم دبلوماسيون فانهم يحاولون إيصال تلك المعلومة لكم بشكل آخر، الا أن وفدكم لم يستوعبها مع تكرارها، كما أن الطرف الآخر لا يمكن أن يرمي لكم بكرته الوحيد المتمثل في الشرعية، ومن ثم ينتظر شفقتكم والتزامكم بالاتفاق، كما أن مجرد عدم عودة هادي أو حكومته الحالية الى صنعاء يعد تنازل مهم، إضافة الى أن المطلوب منكم ليس كثيراً، فالمدن التي سينسحب جناحكم الأمني والعسكري منها وتسلمون السلاح والمؤسسات العسكرية والأمنية للجان التي ستُشكل فيها بالتشاور معكم لا تتجاوز مساحتها الـ 5% من الأراضي التي لا تزال تحت سيطرتكم، وبالتالي هناك الكثير من الأوراق التي لا تزال بأيديكم وتُشكل ضمانة لكم، الا أن انسحابكم منها سيثبت حسن نيتكم وسيدفع الجميع للوثوق بكم من جديد والبدء في تنفيذ بقية الخطوات، ومنها تشكيل الحكومة، والاتفاق على سلطة جديدة، وحل بقية النقاط مثار الخلاف، ومن حقكم المطالبة بضمانات تجاه تطبيق تلك النقاط اذا ما انسحبتم وسلمتم السلاح، وبما يضمن أن تكون قرارات هادي توافقية خلال هذه المرحلة الى ان يتم الاتفاق على سلطة رئاسية جديدة.
– ان تسليمكم لتلك المدن ومن ثم تشكيل حكومة في صالحكم كذلك، لأنكم وان كنتم ستتخلون عن السلطة لكنكم كذلك ستتخلون عن المسؤولية الهائلة الملقاة على عاتقكم، على مختلف المستويات، الاقتصادية والأمنية والمعيشية والخدماتية، والتي جعلت غالبية المواطنين في صدام معكم، ووسعت دائرة السخط ضدكم كسلطة وكحركة بسبب عجزكم الواضح في إدارة تلك الملفات وإقصائكم لكل التيارات بما فيهم حزب المؤتمر الشعبي العام والذي منحكم التحالف معه غطاء وطني لتحركاتكم، وخفف من البعد الطائفي السلالي الذي ظهرت به حركتكم بعد دخولكم صنعاء في 21 سبتمبر 2014م، ما جعل شعبيتكم تتقلص الى الحد الأدنى بعد سقوط كل الشعارات التي رفعتموها، كما أن ترككم للمسؤولية وانخراطكم في العمل السياسي وتسليم بقية المناطق والسلاح سيمنحكم فرصة أكبر للعمل كطرف سياسي ومنافسة بقية الأطراف في هذا المضمار، وسيعزز من علاقاتكم الإقليمية والدولية.
– خير لكم أن تتخلوا عن السلطة باتفاق سياسي من أن تُجبروا على التخلي عنها بفعل فشل وانهيار اقتصادي أو بعمل عسكري بغطاء شعبي هائل من التيارات التي ظلمتموها وقمعتموها فور دخولكم صنعاء، والتيارات الأخرى التي تسحقونها وتُخرسونها وتنهبونها حتى اللحظة تحت عدة شماعات، أهمها مواجهة العدوان والمجهود الحربي، ففي الحالة الأولى ستضمنون بقائكم كشريك في السلطة وكفاعل سياسي، وفي الثانية ستسقط سلطتكم وستسقط حركتكم كذلك، فمشكلة الحركة الأساسية أن لديها جسم أمني وعسكري واجتماعي ضخم، لكن الوعي السياسي البسيط يجعلها تخسر كل ما يكسبه ذلك الجسم الضخم، واستمراركم في السلطة أكبر جريمة ترتكبونها بحق أنفسكم وبحق الحركة.
– عليكم كذلك تذكر أن هناك مخاطر من انهيار اقتصادي وشيك وعجز متوقع خلال أشهر عن دفع المرتبات وانهيار لسعر صرف العملة، وكل ذلك يهدد اليمن واليمنيين، كما أنه تهديد خطير لسلطتكم وحركتكم بسبب تمسككم بالسلطة حتى مرحلة السقوط، والتسوية الآن فرصة لتتخلوا عن السلطة في اللحظة المناسبة قبل أن تتخلى السلطة من تلقاء نفسها عنكم.
– هناك اجماع واضح من السفراء الأجانب ودولهم ودول التحالف على أنه يجب العمل على مساعدتكم في التحول الى حركة سياسية، وضمان أن تكونوا شركاء في السلطة وأن لا تتعرضوا لحرب استئصال مجدداً، والاحتفاء بكم في الكويت والتصريحات الإيجابية تجاهكم، التي اطلقها السعوديون والأمريكيون وغيرهم جزء من المغريات التي تعرض عليكم، لكن هناك اجماع انه لن يسمح لكم بالبقاء كسلطة منفردة، ولا كحركة مسلحة (لا أنتم ولا غيركم طبعاً)، ليس في صنعاء فقط، بل في كل مدن ومناطق اليمن بما في ذلك محافظة صعدة، فهي الأهم بالنسبة للسعودية، فالجميع سيقبل بكم كشركاء في كل مؤسسات الدولة، لكن لن يقبلوا أن تبقى أجنحتكم الأمنية والعسكرية خارج سيطرة الدولة، وخنجراً في الخاصرة الجنوبية لأهم دول المنطقة النفطية، وفي منطقة تسيطر وتطل على واحد من اهم المضائق في العالم، وعليكم ادراك ذلك تماماً، والتعامل مع المعروض عليكم بذكاء ومسؤولية، لتكونوا جزء من الدولة ومؤسساتها، وجزء من العملية السياسية والسلطة فيها.
– الصفقة المعروضة عليكم ببساطة هي: (السلام والشراكة مقابل السلاح والسلطة المنفردة)، والبديل هو: (الحسم العسكري والاقصاء السياسي)، وعليكم الاختيار.
ومن ما سبق يمكنني أن أنصح بالتالي:
* الموافقة على الانسحاب وتسليم السلاح في مدن صنعاء والحديدة وتعز كمرحلة أولى دون اشتراط تشكيل حكومة أو سلطة جديدة قبل التنفيذ، (مع التنبيه الى عدم ربط النجاح في صنعاء بأي ملف آخر سواء في تعز أو غيرها).
* المطالبة مقابل ذلك بضمانات تتمثل في تسوية تفضي لتشكيل سلطة جديدة، حكومة ، ورئاسة –بعد شهر مثلاً من الانسحاب وتسليم السلاح- تكونوا شركاء فيها وفقاً لخطة واضحة ومزمنة لا تترك مجالاً لهادي للمراوغة أو فرض أمر واقع كما عودنا من خلال قراراته التي ضرب من خلالها عرض الحائط بكل التزاماته بالتوافق (والكل يتفهم مخاوفكم من مراوغة هادي وتجاوزه للشرعية التوافقية الممنوحة له واستغلاله السيء للسلطة)، إضافة الى وقف غارات التحالف على اليمن وعليكم تماماً، حتى لو استمرت بعض جبهات الحرب المحلية مشتعلة الى أن يتم تسوية ملفاتها، بشرط أن لا تتوسعوا جغرافياً عبر السيطرة على مزيد من الأراضي أو تستعيدوا ما خسرتموه قبل الحوار، ويكون هناك التزامات على الطراف الآخر كذلك وبنفس المضمون وبنفس العقوبات لمن يخالف.
خلاصة الخلاصة: (اعلنوا أمام المجتمع الدولي والأمم المتحدة والتحالف الموافقة المبدئية على تنفيذ ما يطلب منكم بخصوص صنعاء، وارموا الكرة في ملعب التحالف والسفراء الأجانب والأمم المتحدة ليقدموا لكم الضمانات اللازمة في ما هو مطلوب من الطرف الآخر، المتمثل في هادي وسلطته والقوى السياسية المتحالفة معه، بعد تنفيذ ما عليكم، وفاوضوهم على هذه الضمانات الآن حتى تطمئنوا لها وتضمن عدم تلاعب هادي).
تحياتي لكم، أخوكم/ علي البخيتي الكويت 12 يونيو 2016م الموافق 7 رمضان 1437هـ